السبت، 2 يناير 2021

بوريكات وراس المهدي بن بركة

بوريكات وراس المهدي بن بركة



 في يونيو 2000، قام الصحافي الفرنسي في قناة "فرانس3" جوزيف تويال، برفقة مدير نشر مجلة "دومان" المغربية علي المرابط، بإعداد تحقيق صحافي مثير، تضمن معطيات خطيرة عن معتقل سري في أحد الأحياء الراقية للعاصمة المغربية الرباط، كان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي مركزاً لتعذيب المعتقلين السياسيين وتصفيتهم.

من خطَّطَ لعملية الاختطاف؟ هل هو النظام المغربي الذي ضاق ذرعاً من تحركات بن بركة ومن شعبيته المتزايدة في الخارج؟ هل كان صناع القرار الفرنسيون على علم بالمخطط؟ أسئلة لا تزال تُطرح بقوة بعد مرور 53 عاماً على اختفاء وقتل الزعيم المغربي.

جدَّدَ قاضي التحقيق المكلف بملف بن بركة مؤخراً طلب رفع السرية عما يزيد عن 300 صفحة من الوثائق التي تمّ حجزها داخل مقرات الأجهزة السرية الفرنسية، بحسب ما كشف نجل الزعيم المغربي .

الصحافيان تمكنا من تحديد مكان المعتقل السري السابق، المعروف اختصاراً ب PF3 "النقطة المحددة رقم 3" ، وقاما بتصويره، لكن المفاجأة التي كانت بمثابة القنبلة هي حصولهم على شهادة علي بوريكات، الذي أكد بإصرار أن رأس المهدي بن بركة تم دفنه داخل المعتقل السري الموجود في العاصمة.

بوريكات، الذي كان مقرباً من أفراد العائلة الملكية وتم اعتقاله برفقة أخويه مدحت وبايزيد في سجن تازمامارت الرهيب، أكد بأن المجرمين الفرنسيين الذين شاركوا في اختطاف بن بركة في باريس هم اللذين أخبروه بمصير جثة بن بركة، لما كان هو الآخر معتقلاً في PF3 إلى جانبهم، قبل أن تتم تصفيتهم لاحقاً لأنهم كانوا يعرفون جيداً مصير بن بركة بعد اختطافه، وتفاصيل قتله وكيفية التخلص من جثته.

لكن إلى حدود الآن، لم تتحقق مساعي عائلة ودفاع بن بركة بإقناع السلطات المغربية بضرورة فتح المعتقل PF3 للبحث عن رأس بن بركة؛ هذا في الوقت الذي أكد الإخوة بوريكات مصداقية أقوالهم بخصوص مصير جثته.

وكان الإخوة بوريكات أكدوا بأنه خلال مدة اعتقالهم هناك كانوا قد عاينوا عمليات دفن مجموعة من المعارضين الذين تم قتلهم داخل هذا المعتقل السري الذي يقع في الحي الذي تسكن فيه النخبة السياسية المغربية، ما يعني أن الكثير من الجثث توجد خلف أسوار هذا المعتقل الغامض الذي تحول الآن إلى مجرد قطعة أرض لا يمكن لأحد الاقتراب منها بوجود الحراسة الأمنية المشددة في الحي.

سنة واحدة بعد ذلك، أي عام 2001، ظهر رجل يدعى أحمد البخاري، وهو ضابط سابق في المخابرات المغربية، يدعي بأن جثة بن بركة قد أُدخلت إلى المغرب بعد اغتياله، وأنه تم تذويبها في حوض من "الأسيد" في معتقل سري آخر يدعى "دار المقري" وموجود كذلك في مدينة الرباط.

لكن شهادة البخاري، التي نُشِرتْ على صفحات أسبوعية "لوجورنال" المغربية وجريدة "لوموند" الفرنسية، قوبلت بالشك من طرف العديد من المتابعين، الذين رأوا في كلامه محاولة للتشويش على ما كشفه بوريكات بخصوص مصير جثة المهدي بن بركة.

وخلال عام 2007، حصل تطور مثير في القضية، تمثل هذه المرة في قرار القاضي الفرنسي باتريك راماييل، الذي كان يتولى التحقيق في قضية اغتيال المعارض المغربي، إصدار مذكرة بحث دولية بحق خمسة مسؤولين مغاربة، بينهم جنرالين بارزين ومسؤولين أمنيين؛ ليقوم بعد ذلك الإنتربول بتبني مذكرة البحث وتعميمها عام 2009 دون أن يتم تنفيذها رغم محاولات القاضي المتكررة الاستماع إلى شهادات هؤلاء المسؤولين.


من مقال

في الذكرى الرابعة والخمسين لاختطاف المهدي بنبركة

عن موقع
سيكوبريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكايات السعدنى الحلقة السادسة عن الجنرال المغربي محمد اوفقير

حكايات السعدنى الحلقة السادسة عن الجنرال المغربي محمد اوفقير