السبت، 2 يناير 2021

بوريكات: عندما علم أحد مختطفي بن بركة بوفاة أوفقير قال: «لقد خاننا»

 بوريكات: عندما علم أحد مختطفي بن بركة بوفاة أوفقير قال: «لقد خاننا»



هل كان الجنرال أوفقير لا يزال على قيد الحياة عندما جيء بعصابة رجال الأعمال القذرة «la bande de truand»، الذين أشرفوا على اختطاف المهدي بنبركة إلى »PF3» (دو باي ولوني وبوستيش)؟

هذا الأمر شبه مؤكد، لأن دو باي عندما علم بموت أوفقير قال لشقيقي علي: «il nous a trahi» («لقد خاننا أوفقير»)، أي أنه تخلص منهم بعد أن أتموا المهمة. ولعل أوفقير قد أمر باحتجاز دو باي ولوني وبوستيش في انتظار أن يعرف ماذا سيفعل بهم. وبالرغم من أن شقيقي علي أخبرنا ببعض ما سمعه، لكنه بالتأكيد لم يخبرنا، حينها، بكل شيء لأن الفترة التي قضاها وهو يتواصل مع دو باي، جاره في الزنزانة، كانت طويلة جدا.
- بعد مدة من اعتقالكم، أصبحتم تتمتعون بمعاملة أحسن، ما مكنكم من معرفة العديد من الأسرار عما يحدث داخل «PF 3» وأيضا التواصل مع الخارج. احك لنا عن ذلك؟
شيئا فشيئا، أصبحت معاملة الحرس لنا أحسن، فكانوا يسمحون لنا بالحديث مع بعضنا، كما يوفرون لنا بعض الطعام الذي نشتهيه. في هذه الفترة سمعت بأذني موح بوتولوت (رئيس الحراس في «PF3») يقول للحراس: «يلا لقيتو تديرو الخير ديروه، مؤكدا عليهم: «ما يهمني أنا هو أن أجد دائما أن عدد المعتقلين لم ينقص«. فكنا أحيانا نطلب منهم أن يأتوننا بالسمك أو الكسكس أو الطاجين... فيكون لنا ما نطلبه، ومن مالهم الخاص، رغم أن «الحراس كانوا على قد الحال». مرة حل عيد الأضحى، فذبح خروف وقدم لنا اللحم المشوي. لقد تحسنت علاقتنا بالحراس الذين كانوا في بداية اعتقالنا ينهروننا ويسبوننا، ولا يسمحون لنا بالحديث إليهم.
- خلال السنة الثانية (1974) على وجودكم في «PF3»، تم ترحيل لوني ودوباي وبوستيش.. من المعتقل السري. لماذا؟
هم لم يغادروا نهائيا، بل خرجوا في أبريل ثم أُعيدوا في أكتوبر من نفس السنة إلى ال»PF3».
- لاحقا سوف يعرف ال«PF3» وافدين جددا. حدثنا عنهم؟
خلال خريف أو شتاء 1974، جيء بالعسكريين الأربعة الذين شاركوا في انقلاب الصخيرات: الكولونيل اعبابوا، وضابط الصف عقا، والقبطان محمد الشلاط والضابط مريزك، وبعدها حلت بال»PF3» مجموعة أخرى تضم: المناضل الاتحادي المتخصص في ميكانيك الطائرات، الحسين المانوزي، وشاب أقرع، سنعرف أنه كان طالبا بالقاهرة، وأنه نجل طباخ سفير المغرب في ليبيا، وموظف بولاية الرباط، كان مكلفا برسم التصاميم والخرائط، اسمه العكوري، وعميد شرطة كان مسؤولا بمالية ال«3 PF» (النقط الثابتة)، وقد كنت أرى الحارس مولاي علي يجالسه، ولاحقا، بعد أن تحسنت علاقته بنا، سوف يحكي لي مولاي علي أن اعتقال الكوميسير كان بسبب اختلاسه مالية تسيير ال»3PF» (النقط الثابتة)، وقد كنت أرى الكوميسير يساق للتحقيق دون عصّابة. أما «الأقرع»، فقد حكى لنا عنه الحارس مولاي علي بأنه اعتقل عندما كان عائدا من القاهرة إلى طرابلس في سيارة أحد المستثمرين المغاربة في ليبيا، دون أن يحكي لنا عن السبب الحقيقي وراء اعتقاله. هكذا كان يقول. أما العكوري، الموظف بولاية الرباط، فقد اعتقل لأنه كان يرافق فاطمة الشنا، زوجة أوفقير في سفرياتها إلى الخارج، لكونه كان يتقن الحديث بالإنجليزية، ولأنه كان، هو وشقيقه مصطفى العكوري، القائد الممتاز، صديقين لعائلة أوفقير، وكنا نحن (الإخوة بوريكات) على معرفة بشقيقه القائد الممتاز عندما كان يشتغل، رفقة صديقي الكوميسير باعزات الغازي، في الإدارة العامة للأمن الوطني، أيام كانت لنا مع الإدارة العامة صفقات أعمال، وكان مصطفى العكوري هو المكلف بملفات الصفقات. لاحقا عندما سيغادر الإدارة العامة للأمن الوطني، حيث تم تعيينه « قايد ممتاز» في نواحي أكادير، استمرت علاقتنا به جيدة.
- لماذا اعتقل شقيقه العكوري، رسام التصاميم والخرائط بولاية الرباط، وسيق
إلى ال»3 PF »؟

بعد تصفية الجنرال أوفقير واعتقال عائلته. تم اعتقاله بدوره لمعرفة تحركات «مدام أوفقير».
- لم يسبق أن سمح لك أن تتحدث مباشرة إلى العكوري؟
لم يكن يسمح لنا بالاقتراب منهما، هو والكوميسير، فحتى بعدما أصبح الحارس مولاي علي يسمح لنا بالخروج إلى الشمس، فسرعان ما كان يعيدنا إلى زنازيننا خشية مداهمة لجنة تفتيش ل «PF3»، أما «القرع»، فقد كنا نتحدث إليه بعدما أصبح يساعد الحارس الذي يوزع الطعام علينا
- من غادر ال«PF3» أثناء وجودكم به؟
الكوميسير. فقد أخبرني الحارس مولاي علي بأنهم «قادّو ليه قضيتو» (يضحك)، حيث أعاد إليهم المبالغ المالية التي اختلسها فأطلقوا سراحه. هذا ما قيل لنا. ثم إن مولاي علي لم يكن يقول لنا الحقيقة كلها.. «كان كيكذب شي شويا علينا».
- وكنتم تحسون بذلك؟
طبعا، ولا أدل على ذلك ما قاله لنا عن قضية عصابة رجال الأعمال القذرة «la bande de truand»، حيث أجابنا عندما سألناه عنهم في البداية: «إنهم مهندسون متخصصون في الثلاجات وآليات التبريد» مضيفا: «ماعرفت علاش جابوهم».
- من الوارد أن يكون حراس ال»PF3»، وضمنهم مولاي علي، لا يعرفون شيئا عن هؤلاء الذين اختطفوا بن بركة؟
لا يمكن. فعندما كنت أنا أساق إلى التحقيق، كان الكوميسير بنمنصور يستنطقني في حضور الحراس، فأتحدث بكل شيء أمامهم.

من مقال
بوريكات: عندما علم أحد مختطفي بن بركة بوفاة أوفقير قال: «لقد خاننا»
قال إن حراس «PF3» أخبروهم بأن مختطفي بنبركة مهندسون متخصصون في آليات التبريد
نشر في المساء يوم 30 - 04 - 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكايات السعدنى الحلقة السادسة عن الجنرال المغربي محمد اوفقير

حكايات السعدنى الحلقة السادسة عن الجنرال المغربي محمد اوفقير