السبت، 26 ديسمبر 2020

سجن تازمامارت

 سجن تازمامارت هو معتقل سياسي سري سابق، كان من بين أشهر السجون المغربية التي عرفت نشاطا مكثفا خلال ما سمي بسنوات الرصاص في المغرب وكان يتميز بالسرية الكبيرة والتعذيب. يقع على أطراف الصحراء الشرقية المغربية. فتح في أغسطس 1973 وأغلق بتاريخ 15 سبتمبر 1991، وكان يُسجن فيه العسكريين الذين كان شاركوا في المحاولتين الانقلابيتين الصخيرات (1971) ومحاولة انقلاب أوفقير (1972). ثم معارضي النظام الملكي من أصحاب الرأي من يساريين خاصة. سجل عدد من قدامى مساجين تازمامارت مذكراتهم التي نشرت في كتب، ومن بينهم أحمد المرزوقي في كتابه "الزنزانة 10" ومحمد الريس، "تازمامارت"، ومذكرات كابازال سجناء تازمامارت لصلاح حشاد، ورواية تلك العتمة الباهرة للطاهر بن جلون التي يسرد فيها مذكرات السجين عزيز بنبين.

كانت السلطات الفرنسية إبان فترة الاستعمار تلجأ إلى نفي قادة الحركة الوطنية إلى هذه المنطقة، بين إملشيل وميدلت وقرى الرشيدية، المعروفة بقساوة طبيعتها وعزلتها عن العالم الخارجي. وقد شُيدت في قرية تازمامارت أول الأمر ثكنة عسكرية من خيام، قبل أن يتم الانتقال إلى الثكنة الجديدة التي أُضيفت لها، لاحقاً بنايتان، ستشكلان مركز الإعتقال السري تازمامارت.

ساهمت العديد من المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية وكذا عائلات المختفين والمعتقلين في تازمامارت في إخراج خبر وجود هذا السجن من السر إلى العلن. وقد شكلت سنة 1989 منعطفاَ حاسماَ حيث جرى تصوير المنطقة التي يوجد فيها هذا السجن في هذه السنة صدفة، عبر طائرة تابعة لإحدى القنوات الفرنسية، والتي كانت تقوم بإنجاز ريبورتاج في المنطقة، سنة بعد ذلك بادر النائب البرلماني محمد بنسعيد آيت يدر، عن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، إلى طرح سؤال حول مصير العسكريين المختفين من سجن القنيطرة، وقد فاجأ هذا السؤال الجميع، ومنذ ذلك الوقت تحول معتقل تازمامارت من السر إلى العلن.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكايات السعدنى الحلقة السادسة عن الجنرال المغربي محمد اوفقير

حكايات السعدنى الحلقة السادسة عن الجنرال المغربي محمد اوفقير