الأحد، 27 ديسمبر 2020

ضحايا تازمامارت يطالبون بالإدماج الاجتماعي والتسوية الفورية لملفهم

 

 السبت 28 شتنبر 2013 - 

عددهم اثنان وعشرون شخصا، واحد وعشرون منهم يعيشون في المغرب، والثاني والعشرون هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قضّوا سنوات طوال داخل أقبية أحد أشهر المعتقلات السرّية بالمغرب، وما زالوا يطالبون بتسوية كل القضايا المتعلقة بملفهم؛ إنهم معتقلو تازمامارت، الذين كان عددهم يوم خرجوا سبعة وعشرين، أسْلم خمسة منهم الروح إلى باريها.


مساء اليوم الجمعة وقف عدد منهم، ممّن سمحت لهم ظروفهم الصحية بالقدوم، وقفة أمام مقر البرلمان بالرباط، تتقدّمهم لافتات، يطالبون من خلال الأولى، المجلسَ الوطني لحقوق الإنسان بتسويةٍ عادلة وفورية وشاملة لكل القضايا المتعلقة بملف تازمامارت، ويندّدون في الثانية بـ”العراقيل والتسويفات وكل أشكال التهميش التي طالت ملفهم، ويستنكرون في اللافتة الثالثة “اللامبالاة إزاء وضعية مركز الاعتقال السابق والمقبرة التي تأوي رفات 32 من ضحاياه، بدون هوية ولا شاهد، في انتهاك صارخ لشعور أسرهم”.

الوقفة الاحتجاجية الصامتة التي نظمها معتقلو تازمامرات، وأطّرها الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان، صادفت مرور مسيرة للمعطلين، الذين غيّروا شعاراتهم المطالِبة بالإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، إلى شعارات تحيّ من تبقّى من الشهود على سنوات الرصاص.

المعتقل السابق في تازمامارت، أحمد المرزوقي، قال في تصريح لهسبريس، إنّ الوقفة تأتي “بعد عدد من الوعود الكاذبة التي تلقّيناها، منذ خروجنا من المعتقل السرّي قبل ثلاث وعشرين سنة، ولم يتحقّق منها شيء”، وأضاف صاحب مُؤَلَّف “الزنزانة رقم 10″، أنّ لجنة التعويض التي تشكّلت، “قدّمت أرقاما كبيرة تجانب الصواب، كما لو ليؤلبوا الناس علينا، رغمَ أنّ التعويضات التي حصل عليها الضحايا بالكادّ أسعفتهم في اقتناء بيوت ومعالجة أنفسهم من الأمراض المزمنة التي راكمتها أجسادهم على مرّ سنوات الاعتقال داخل أقبية تازمامارت”.


وتحدّث المرزوقي عن الظروف التي تلتْ مرحلة الإفراج عنهم قائلا، “كانوا يعطوننا خمسة آلاف درهم شهريا، قبل أن يحرمونا منها بدون مبرر، وبدون سابق إعلام، خلال سنة 2001، وتركونا نعيش عيشة الكفاف، بكل ما للكلمة من معنى، بينما مات خمسة منّا في ظل التهميش والاقصاء، فيما تعاني الأغلبية الساحقة من الذين ما يزالون على قيد الحياة من أمراض مزمنة”.

وأضاف متحدثا عن تعامل الدولة مع ملفهم “هم يلعبون على عامل الزمن، ويريدون أن يقصونا واحدا واحدا، حتى يتخلصوا منا جميعا”. المرزوقي انتقد المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قائلا إنّ المعتقلين السياسيين السابقين تعاملوا مع المجلس بكلّ أريحيّة، وشرحوا لهم كل شيء عن المرحلة التي قضوها هناك، “وملْي قضاوْ بنا الغرض لاحونا”.

ويطالب “ضحايا تازمامارت”، بالإدماج الاجتماعي، وتفعيل توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، وردّ الاعتبار لمعتقل تازمامارت؛ في هذا الصدد قال المرزوقي إنّ المغرب “استفاد من أموال طائلة على ظهرونا”، كمنح من الاتحاد الأوربي، لصيانة المعتقل، وإقامة متحف، “لكن شيئا من ذلك لم يتحقق”.


من جهته قال أحمد ويحمان، إنّ المسؤولين غير جادّين في تعاطيهم مع ملف معتقلي تازمامارت، وليست هناك إرادة سياسية لطيّ هذا الملف، وأضاف ويحمان أنّ السلطات تتماطل في تسوية الشق الاجتماعي المتعلق بالضحايا، ولم تنفذ توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة، “التي كانت من أهمّ الانجازات التي كان يفتخر بها إدريس بنزكري، الذي اعتبر التوصيات أرضية أوّلية لاستمرارية النضال لتسوية هذا الملف، وهذا دليل ومؤشر على أن هناك تراجعا ونكوصا، وانتكاسة لتجربة الإنصاف والمصالحة”، يقول ويحمان.


مصطفى المانوزي، اعتبر استمرار ملف معتقلي تازمامارت دون تسوية، “وصمة عار إذا لم يسوّ ملفهم بشكل عادي وفوري”، منوّها بموقف الضحايا من عدم توظيف هذا الملف بشكل سلبي، قائلا “نحن نعتزّ بهؤلاء الناس الذي لم يوظفوا ملفهم ضد الوطن، هؤلاء مواطنون، من أطر البلاد، والبلاد تحتاج إليهم في بناء دولة الحق والقانون”.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حكايات السعدنى الحلقة السادسة عن الجنرال المغربي محمد اوفقير

حكايات السعدنى الحلقة السادسة عن الجنرال المغربي محمد اوفقير